المرأة والفلسفة No Further a Mystery

المقال السابق حداثة البنية وفلسفة الرؤيا في الشعرية العربية
فالاضطهاد قبل كل شيء يصيب طبقة، وإذا نال من فرد أو شخص، فلانضواءه إلى تلك الطبقة. فيأرز أمر التحيز –وعلى رأسه في سياق حديثنا ما كان جنسيا– إلى الطبقة. فهي الأصل، أما الفرد فهو تبع لها. فإذا قلنا: “واجهت النسوة تحيزا على أساس أنوثتهم”، فلا نعني به إلا طبقتهم تتكبد الاضطهاد.
ثم قد ألفينا في مثال ليلى أنها في مثالنا في كلتا الحالتين (الحيثيتين) واجهت تحيزا وضيما، ولكن إذا أمعنا النظر، وجدنا أن هذا الضيم كان ناجما عن انتماءها إلى طبقة معينة، وهي طبقة النساء. وهذه هي النواة -في رأينا المتواضع- لفهم التحيز الجنسي نوع من الاضطهاد والضيم.
لنضع الوجهة الأحادية جانبا ونتابع النظرة التعددية، فبم نجيب عن السؤال التالي: “ما هو الشيء الجامع لكل هذه الأمثلة مثل أمثلة التحيز الجنسي؟” وقد رأينا أن الوجهة التعددية لاتقر إلا بأن الضيم الجنسي يتخذ أشكالا متنوعة في سياق شتى، تأبى تفسيرا موحدا لها؟ ثم هل يستقيم قبل كل شيء في منطق هذه النظرة أن تنسج مجموعة من حالات على منوال التحيز الجنسي، وينسحب عليها رداء التحيز الجنسي؟
ثم إن كلمتي القمع والحرمان اللتين وردتا في كلام السيدة عامتان شديد العموم وشاملة حاد الشمول، يجتمع تحتهما من الأحكام الجزئية –معيارية كانت أم وصفية– ما هو مثار الخلاف بين من تصل فيما بينهم وشائج النسوية.
إن النسوية عندما تقرر أن المرأة مبخوسة حقا، ومقموعة ومهمشة، فهي تلقي على عاتقي نفسها مهمة إنقاذها من هذا القمع والتهميش، تلفي نفسها في بيئة، تتنوع فيها أشكال التمييز وتتقاطع، فكيف تتعامل مع هذا الوضع، وتحدد غايتها التي تسعى إليها وتركز عليها؟ فليس الجنس -كما مر- هو المنفذ الوحيد الذي يتسرب منه التمييز، بل له عدة منافذ أخرى من نحو الطبقة والنسل والسن والعرق والإعاقة والجنوح الجنسي.
كُتبت سلسة هاري بوتر لتكون مسلسلًا تلفزيونيًّا
خالد الصعيدى يكتب ممكن سؤال لى فى قلبك مكـــــان او ود او حبت حــــــنان ولا المرأة والفلسفة ولــى الزمـــــــــــان والحـــــــب هـــــــــــان ...
أما أفلاطون، صاحب كتاب "الجمهورية"، والمعروف بمدينته الفاضلة؛ فيرى أن المرأة أدنى من الرجل في العقل والفضيلة، وكان يأسف أنه ابن امرأة، ويزدري أُمّه لأنها أنثى!
لقد سعت السيدة سوزان جيمس إلى التفسير المنتظم للنسوية واصفة إياها بما يلي:
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.
على المرأة أن تكون سيدة الموقف، ويحق لكِ أن ترفضي وتقبلي ما هو مناسب لكِ وأن تحاكمي النصوص الفلسفية بوعي، لا باستسلام أما على الصعيد العربي، فقد ذكرت إليزابيث كساب لـ "ميدان"، "أن النظرة الدونية ما زالت حاضرة تجاه المرأة في حقل الفلسفة حتى يومنا، وهي تتحدى على مستويين، على صعيد المهنة، والفكر. فالذكور لا يتصورون أنهم وصايا فقط، بل يأتون وفي مخيالهم أنهم أصحاب المهنة، وأن المرأة جاءت إليهم من الخارج، أي من خلفيات غير فلسفية، وهذا الأمر يسهل عليهم الاستخفاف والاستعلاء والاستقواء.
وفيما يتعلق بالفلسفة، وقلة حضور المرأة فيها، فكما رأينا، لا يقتصر الأمر على التمييز الجندري، ولاسيما في العالم المعاصر، كما أن الأطروحات الأخرى لا يمكن إنكار أهميتها، وبالتالي يمكن القول إن وجود اختلاف في اهتمامات المرأة عن اهتمامات الرجل، وتقلص دور الفلسفة في العالم المعاصر، واستمرار جوانب من الثقافة التقليدية حتى في المجتمعات المتقدمة، هي الأخرى تؤدي بدرجة أو بأخرى أدوارًا مهمة في قلة نشاط النساء الفلسفي المعاصر.
لم يختلف الأمر كثيرًا عَقِب العهد اليوناني، بل استمرت النظرة ذاتها، مع عدد من التحويرات في كتابات عددٍ من الفلاسفة. مثلا، وبالحديث عن فلاسفة الأنوار، يرى جان جاك روسو، كما أرسطو تماما، أن المرأة لم تُخلق لا للعلم ولا للحكمة، وإنما لإشباع غرائز الرجل. بينما يرى إيمانويل كانط أن عقل المرأة لا يرقى إلى عقل الرجل. أما نيتشه فيرى أن المرأة لا تزال في أفضل الأحوال حيوانا كالقطط والكلاب والأبقار، وأنها تتآمر مع كل أشكال الانحلال ضد الرجال.